وقد كان سفيان رضي الله عنه يقلق ويخاف من تصحيح نيته في الحديث لفرط غرامه به.
قال أبو داود الطيالسي: سمعت سفيان قال: ما أخاف على نفسي أن يدخلني النار إلا الحديث.
وقال أبو نعيم: سمعت سفيان يقول: وددت أني أفلت منه كفافا.
وقال أبو أسامة: سمعت سفيان يقول: وددت أن يدي قطعت، وأني لم أطلب حديثا قط.
وقال القطان: سمعته يقول: ما أنكر نفسي إلا إذا طلبت الحديث.
وعن المعافى بن عمران، عن سفيان قال: أريد أن أسأل غدا عن كل مجلس جلسته، وعن كل حديث حدثت به؛ ماذا أردت به؟.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: خاف الثوري على نفسه من الحديث؛ لأنه كان يحدث عن الضعفاء.
وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب.
ومن آدابه وشمائله وتواضعه وورعه
قال مهران الرازي: رأيت الثوري إذا خلع ثيابه طواها، ويقول: كان يقال إذا طويت رجعت إليها أنفسها.
وقال أبو نعيم: كان سفيان إذا دخل الحمام يخضب يسيرا.
وقال قبيصة: كان سفيان مزاحا، كنت أتأخر مخافة أن يحيرني بمزاحه، ولا رأيت الأغنياء أذل ولا الفقراء أعز منهم في مجلس سفيان.
وقال أبو نعيم: ربما رأيت سفيان ضحك حتى استلقى.
وقال زيد بن أبي الزرقاء: كان سيفان يقول للمحدثين: تقدموا يا معشر الضعفاء.
وعن علي بن ثابت: رأيت سفيان فقومت ما عليه درهما وأربعة دوانيق.