للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي لفظ: من يغت (١) عليكم بعد محمد بن إسحاق.

وقال محمد بن أبي عدي: كان ابن إسحاق يلعب بالديوك، وقال القطان: تركت ابن إسحاق عمدا فلم أكتب عنه.

وقال أبو حاتم (٢): ليس بالقوي عندهم.

وقال محمد بن سلام الجمحي (٣): وممن هجن الشعر وأفسده وحمل كل غثاء، وقبل الناس منه أشعارا لا أصل لها ابن إسحاق، وكان يعتذر من ذلك، ويقول: لا علم لي بالشعر إنما أوتى به فأحمله، ولم يكن ذلك عذرا له.

قلت: لا ريب أن في السيرة شعرا كثيرا من هذا الضرب.

قال أبو حفص الصيرفي: سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله القواريري: أين تذهب؟ قال: إلى وهب بن جرير، أكتب السيرة، قال: تكتب كذبا كثيرا.

قلت: وكذا في السيرة عجائب ذكرها ابن إسحاق بلا إسناد تلقفها، وفيها خير كثير لمن له نقد ومعرفة.

وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق كثير التدليس فإذا قال: حدثني، وأخبرني، فهو ثقة.

مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة، قاله عدة.

وقال المدائني، وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين (٤).

٣٢٧ - م: محمد بن أيوب أبو عاصم الثقفي الكوفي، وقيل: محمد بن أيوب.

عن الشعبي، وقيس بن مسلم، ويزيد الفقير، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى.

وثقه أحمد، وغيره (٥). وورد أنه عرض القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي.


(١) يَغُتُّ: أي يفسد.
(٢) الجرح والتعديل ٧/ الترجمة ١٠٨٧، وفيه: "ليس بالقوي عندي".
(٣) طبقات فحول الشعراء ٨ - ٩ بتصرف.
(٤) ترجم الخطيب في تاريخه ٢/ ٧ - ٣٥ لابن إسحاق ترجمة فائقة، استفاد المصنف جل ما
هنا منها. وينظر تهذيب الكمال ٢٤/ ٤٠٥ - ٤٢٩.
(٥) إلى هنا من تهذيب الكمال ٢٤/ ٥٠٨ - ٥١١.