وقال يحيى بن محمد الذهلي: ما رأيت أحدا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى.
وعن ابن راهويه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نيف وعشرون ألف حديث.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: لو شئت لقلت هو رأس المحدثين في الصدق.
وعن الحسن بن علي الزنجاني قال: كان يحيى بن يحيى يحضر مجلس مالك، وكان المأمون يحضره؛ كذا قال، وذلك غلط، فإن المأمون لم يلق مالكا، قال؛ فانكسر قلم يحيى، فناوله المأمون قلما من ذهب، فامتنع من أخذه، فكتب المأمون على ظهر جزء: ناولت يحيى بن يحيى قلما فلم يقبله، فلما ولي الخلافة كتب إلى عامله أن يولي يحيى قضاء نيسابور، فقال يحيى للأمير: قل لأمير المؤمنين: ناولتني قلما وأنا شابٌ فلم أقبله، أفتجبرني على القضاء وأنا شيخ؟، فرفع ذلك إلى المأمون، فقال: يولي رجلا يختاره، فأشار برجل، فلم يلبث أن دخل على يحيى وعليه السواد، فضم يحيى فراشه كراهية أن يجمعه وإياه، فقال له: ألم تخترني؟ قال: إنما قلت اختاروه، وما قلت لك تتقلد القضاء.
ويروى أن يحيى بن يحيى شرب دواء، فقالت زوجته: قم فتمشى في الدار. قال: أنا أحاسب نفسي أربعين سنةً على خطاي، فما أعلم ما هذه المشية.
وقال محمود بن غيلان: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله، وبانت منه امرأته.
وقال مسلم بن الحجاج: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من زعم أن من القرآن من أوله إلى آخره آية مخلوقة، فهو كافر.
وقال غير واحد: كان يحيى بن يحيى متثبتا ثقة. كان إذا شك في حديث ضرب عليه.
وقال أحمد بن حنبل: أشتهي من يحيى بن يحيى، سليمان بن بلال، وزهير بن معاوية.
وروي أن يحيى بن يحيى أراد الحج بأخرة، فأشفق عليه عبد الله بن طاهر