للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيبة من يناسب صيَّرتني … بحضرة من ينافيني وحيدًا

أظنّ الطَّرف لما غبتُ عَنْهُ … وقد ذكروا تيمُّمك الصّعيدا

توهّم أن ذاك لفقْد ماءٍ … فأجرى دمعه بحرًا مديدًا

وحقّك با بخيلًا بالتّلاقي … لقد علّمت طَرْفي أن يجودا

وإنّي ميتٌ بالبَيْن حيٌ … لأنّي قد قُتلت به شهيدا

وله من قصيدة:

خُذْ من حديث أنيني المتواتر … ندب الفؤاد بما تجن ضمائري

وافهم فمبهم مُضْمري قد أعربت … عَنْهُ إشارات السّقام الظاهرِ

وأعِد حديثَكَ يا عَذُول فإنّ فِي … أثناء عذْلك ما يسُرّ سرائري

وأمرتني بُسلوِّهِ وبتَرْكه … حاشاك ما أَنَا طائع يا آمري

رشأ نفورٌ صائد ألبابنا … وعقولنا فاعجبْ لصيد النافرِ

يدع الدجى صبحا ضياء جبينه … والصُّبح ليلا بالسناء الباهرِ

واحرَّ أحشائي لشهد بارد … فِي فِيهِ يحميه بلحظٍ فاترِ

حجز الكَرَى عنّي ونام مًهَنّأ … فلهذا أحنّ إلى ليالي الحاجرِ

وأحب سَفْكَ دمي فما عارضتُهُ … فِي ملْكه وأعَنْتُهُ بِمَحَاجِري

ومن شعره أيضًا:

يرى حُسْنها قلبي فإنْ رام وصْفَهُ … لساني ولو أني لَبيد تبلّدا

جَلَتْ لي غداةَ الْجَزع قدًّا مهفهفاً … وجيداً غزالياً وخداً موردا

وطرفاً يبث الوجدُ فِي النّاس لحظهُ … فُنُونًا وكلّ منه في السُّكر عربدا

فكم حزت فيها للخلاعة بيعةً … وكم زرت فيها للملاحة مشهدا

أَبَى الحبُّ أنْ أنسى عهودًا قديمةً … على حفظها أعطيت أهل الهوى يدا

وكتب إلى ابنه وقد سافر وما ودَّعه:

أفدي الذي قد سار كاتم سيره … ضنًّا عليَّ بوقفةِ التّوديعِ

يا مانعي ضمَّ الوداع اسلم ودع … نار الصبابة كلَّها لضلوعي