للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقضاه المعتمد على الله في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة، وكان من أهل الصرامة والحق والعدل، لا يخاف في الله لومة لائم، نزها متصاونا. تفقه على أبي عمر بن القطان، وسمع من حاتم بن محمد، وغيره. ولم يزل على القضاء بقرطبة عشرين سنة، وتوفي في شعبان. وقد استكمل سبعين سنة.

١٩٣ - علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل بن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية القرشي الأموي، أبو الحسن الهكاري.

وقيل: سقط بين الوليد وبين القاسم خالد، وأنه الوليد بن خالد بن القاسم.

قال السمعاني: شيخ الإسلام هذا تفرد بطاعة الله في الجبال، وابتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى الله. وكان كثير العبادة، حسن الزهادة صافي النية، خالص الطوية، لطيفا مقبولا وقورا. قدم بغداد، ونزل برباط الزوزني. ورحل، وسمع بمصر أبا عبد الله بن نظيف، وغيره، وبمكة أبا الحسن بن صخر، وببغداد أبا القاسم بن بشران، وبالرملة أبا الحسين بن الترجمان. روى لنا عنه يحيى بن عطاف الموصلي بمكة، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسي ببغداد، والحسن بن محمد بن أبي علي المقرئ، وجماعة سواهم.

وقال عبد الغفار الكرجي: ما رأيت مثل شيخ الإسلام الهكاري زهدا وفضلا.

وقال يحيى بن منده: قدم علينا أبو الحسن الهكاري أصبهان وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد، مشهور معروف، أحد كبراء الصوفية.

قال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة.

وقال ابن ناصر: توفي في أول المحرم بالهكارية، وهي جبال فوق الموصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>