في الشاميات رابعة العابدة معاصرة لها فربما تداخلت أخبارهما.
قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحا المري يذكر الدنيا في قصصه، فنادته: هيه يا صالح من أحب شيئا أكثر من ذكره.
قال محمد بن الحسين البرجلاني: حدثنا بشر بن صالح العتكي قال: استأذن ناس على رابعة، ومعهم سفيان الثوري، فتذاكروا عندها ساعة، وذكروا شيئا من أمر الدنيا، فلما قاموا قالت لامرأة تخدمها: إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم، فإني رأيتهم يحبون الدنيا.
وعن أبي يسار مسمع قال: أتيت رابعة، فقالت: جئتني وأنا أطبخ أرزا، فآثرت حديثك على طبيخ الأرز، فرجعت إلى القدر، وقد طبخت.
ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن الحسين: حدثني عبيس بن ميمون العطار: قال: حدثتني عبدة بنت أبي شوال، وكانت تخدم رابعة العدوية قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر هجعت هجعة حتى يسفر الفجر، فكنت أسمعها تقول: يا نفس كم تنامين، وإلى كم تقومين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور.
وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا العباس بن الوليد قال: قالت رابعة: أستغفر الله من قلة صدقي في قولي، أستغفر الله.
وقال جعفر بن سليمان: دخلت مع الثوري على رابعة، فقال سفيان: واحزناه، فقالت: لا تكذب قل: واقلة حزناه.
وعن حماد بن زيد قال: دخلت على رابعة أنا وسلام بن أبي مطيع، فأخذ سلام في ذكر الدنيا، فقالت: إنما يذكر شيء هو شيء، فأما شيء ليس بشيء فلا.
وقال شيبان: حدثنا رياح القيسي قال: كنت أختلف إلى شميط بن عجلان أنا ورابعة، فقالت مرة: تعال يا غلام، وأخذت بيدي، ودعت الله تعالى،