للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عون: لما وقعت الفتنة - يعني نوبة ابن الأشعث - خف مسلم فيها، وأبطأ الحسن، فارتفع الحسن واتضع مسلم (١).

وقال أيوب السختياني: قيل لابن الأشعث: إن أردت أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة، فأخرج معك مسلم بن يسار، فأخرجه مكرها (٢).

وقال أيوب، عن أبي قلابة: قال لي مسلم بن يسار: إني أحمد الله إليك أني لم أضرب فيها بسيف. قلت: فكيف بمن رآك بين الصفين؟ فقال: هذا لا يقاتل إلا على حق، فقاتل حتى قتل، فبكى والله، حتى وددت أن الأرض انشقت فدخلت فيها.

قال أيوب - في القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث -: لا أعلم أحدا منهم قتل إلا رغب له عن مصرعه، أو نجا إلا ندم على ما كان منه (٣).

وقال ابن عيينة: قال الحسن، لما مات مسلم بن يسار: وامعلماه.

قال خليفة (٤) والفلاس: مات سنة مائة. وقال الهيثم: سنة إحدى ومائة.

قلت: له ترجمة حافلة في تاريخ ابن عساكر (٥).

ومن طبقته:

٢٠٦ - د ت ق: مسلم بن يسار المصري، أبو عثمان الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان، وطنبذ: من قرى مصر.

روى عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عمر. روى عنه: بكر بن عمرو المعافري، وأبو هانئ حميد بن هانئ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وجماعة.


(١) قال المصنف في السير ٤/ ٥١٣: "قلت: إنما يُعتبر ذلك في الآخرة فقد يرتفعان معًا". قال بشار: وإنما ارتفع الحسن في الدنيا، ومسلم فقد جاهد الظالمين هو وغيره من الأئمة الأعلام.
(٢) القول إنه أخرجه مكرهًا فيه نظر، فإن مثل مسلم بن يسار لا يخرج مكرهًا، والله أعلم.
(٣) هذا رأيه، إن صح عنه، .
(٤) تاريخه ٣٢١.
(٥) من تاريخ دمشق ٥٨/ ١٢٤ - ١٥٠. وينظر تهذيب الكمال ٢٧/ ٥٥١ - ٥٥٤.