للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - العناية بالألفاظ الدالة على المعاصرة]

ومن أجل أن يعطي الذهبي قوة للرواية ودلالة على أهميتها كان دائمًا ينقل بعض العبارات الدالة على الصلة التي تربط المخبر بالمخبر عنه نحو نقله من مثل عبارة "كتبنا عنه" (١)، و"سمعنا منه" (٢)، و"قال لي" (٣)، و"كان يكتب معنا" (٤)، و"حضرت جنازته" (٥)، ونحوها.

إن عناية الذهبي بالتخصص والمعاصرة في انتقاء الروايات التاريخية من الموارد قد أعطت أهمية عظمى لكتابه، إذ حفظ لنا عددًا كبيرًا من النصوص الجيدة مما لم يصل إلينا اليوم، ودلل في الوقت نفسه على أن لديه منهجًا علميًّا على درجة كبيرة من الرقي.

[ب - تفضيل المورد الأقدم]

كان الذهبي يعنى عند عدم توفر الموارد المعاصرة بالاعتماد على المورد الأقرب إلى الخبر فيعتمده ويفضله على غيره، ولذلك نشأت عنده مفاهيم في تقويم الموارد قد تختلف عن المفاهيم المألوفة عندنا بسبب عنايته البالغة في هذه الناحية، ووقوفه على مؤلفات لم تصل إلينا. وقد أدى اعتماده على المورد الأقدم إلى ضرورة تغيير موارده كما هو الحال عند عنايته بالمعاصرة والمشاهدة. إلا أن عدم وقوفه على مصدر معاصر قد جعله في الوقت نفسه ينَوِّعُ موارده ويحاول أن يورد أكبر عدد ممكن منها بغية التثبت من الخبر وضبطه.


(١) انظر مثلًا: الورقة ١٤٦، ١٤٨، ١٥٣، ١٦٣، ١٦٨، ١٦٩، ١٧١ .. إلخ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(٢) انظر مثلًا: الورقة ١٦٤، ١٧٠، ١٧٧ … إلخ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(٣) انظر مثلًا: الورقة ١٥٤، ١٥٨، ١٦٣ … إلخ من النسخة السابقة.
(٤) انظر مثلًا: الورقة ١٤٣، ١٧٣ من النسخة السابقة.
(٥) انظر مثلًا: الورقة ١٣٣ من النسخة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>