المذهب في نهاية المطلب في سبع مجلدات، وكتاب الانتصار في أربع مجلدات، وكتاب المرشد في مجلدين، وكتاب الذريعة في معرفة الشريعة، وكتاب التيسير في الخلاف أربعة أجزاء، وكتاب مآخذ النظر ومختصر في الفرائض، وكتاب الإرشاد في نصرة المذهب ولم يُكمله، وذهب فيما نُهب له بحلب.
وبنى له نور الدّين المدارس بحلب، وحماة، وحمص، وبعلبك. وبنى هو لنفسه مدرسة بحلب، وأخرى بدمشق. وله أيضًا كتاب التنبيه في معرفة الأحكام وكتاب فوائد المهذب في مجلدين، وغير ذلك.
روى عنه أبو القاسم بن صصرى، وأبو نصر ابن الشيرازي، وأبو محمد بن قدامة، وعبد اللطيف بن سيما، والتاج بن أبي جعفر، وعبد الرحمن بن عبدان، وعلي بن قرقين، وصديق بن رمضان، وخلق آخرهم موتًا العماد أبو بكر عبد اللَّه ابن النحاس.
وأضر في آخر عمره وهو قاض، فصنف جزءًا في جواز قضاء الأعمى، وهو خلاف مذهبه. وفي المسألة وجهان، والجواز أقوى، لأن الأعمى أجود حالًا من الأصم والأعجمي الذي يتعرف الأمور بترجمان ونحو ذلك.
وقد كان ولي القضاء قبل شرف الدّين القاضي ضياء الدّين ابن الشهرزوري، بحكم العهد إليه من عمه القاضي كمال الدّين قاضي الشام، فلم يعزله السّلطان صلاح الدّين، وآثر أن يكون الحكم لابن أبي عصرون، فاستشعر ذلك ضياء الدين، فاستعفى فأعفي، وبقي على وكالة بيت المال، وولي القضاء ابن أبي عصرون، وناب في القضاء الأوحد داود، والقاضي محيي الدّين محمد ابن الزكي، وكتب لهما توقيع سلطاني، فكانا في حكم المستقلين، وإن كان في الظاهر نائبين، وذلك في سنة اثنتين وسبعين، فلما عاد السّلطان من مصر في سنة سبع وسبعين تكلم الناس في ذهاب بصر ابن أبي عصرون، ولم يذهب بالكلية أو ذهب، فولى السّلطان القضاء لولده القاضي محيي الدّين من غير عزلٍ للوالد، واستمر هذا إلى سنة سبع وثمانين، فصرف