قال لنا ابن البزوري: أول يوم في السنة كان أول أيام الأسبوع، وأول السنة الشمسية وأول سِنيّ الفُرس، والشمس والقمر في أول البروج. وكان ذلك من الاتفاقات العجيبة.
قال: وفي صَفَر عُزل نقيب النُّقباء ابن الروال بأبي القاسم قُثَم بن طلحة الزَّينبيَ.
وفي ربيع الأول استدعيَ مجد الدّين هبة اللَّه ابن الصاحب أستاذ الدّار إلى باطن دار الخلافة، فقُتِل بها. وكان قد ارتفعت رُتْبته وعلا شأنه وتولّى قتلَه ياقوت الناصريّ، وعلَّق رأسه على باب داره. وولي أستاذيّة الدار قِوام الدّين أبو طالب يحيى بن زبادة، نقلًا من حجابة الباب النُّوبيّ وأمر بكشف تركة ابن الصّاحب، فكانت ألف ألف دينار وخمسة وثلاثين ألف دينار، سوى الأقمشة والآلات والأملاك. وتقدَّم أن لا يتعرض إلى ما يخصّ أولاده من أملاكهم التي باسمهم.
وقال سبط ابن الجوزيّ: قرَّبه الناصر تقريبًا زائدًا، فبسط يده في الأموال، وسفك الدّماء، وسبّ الصحابة ظاهرًا، وبَطَر بطَرًا شديدًا، وعزم على تغيير الدولة، إلى أن قال: وثب عليه في الدِّهليز ياقوت شِحنة بغداد فقتله، ووُجد له ما لم يوجد في دُور الخلفاء.
قلت: وتُوفّي النقيب عبد الملك بن عليّ بالسجن، وكان خاصًا بابن الصاحب والمنفّذ لمراسمه، وأُخرج، فلمّا رأت العامّة تابوته رَمَوه، وشدّوا في رجله حبلًا وسحبوه، وأحرقوه بباب المراتب.
وفي شوال عُزل ابن الداريج عن نيابة الوزارة، ثم نُفِّذ إلى جلال الدّين أبي المظفّر عُبيد اللَّه بن يونس فولي الأمر. ثم استُدْعيَ يوم الجمعة إلى باب الحجرة، وخُلعَ عليه خِلعة الوزارة الكاملة، ولُقِّب يومئذٍ جلال الدّين، وقبَّل يد الخليفة وقال له: قلَّدتك أمور الرعية فقدِّم تقوى اللَّه أمامك.