وقد ذكره شرف الدّين أبو البركات ابن المستوفي فقال: صنّف كتابًا سمّاه إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء في أربع مجلّدات كبار، وكتابًا في أخبار الشعراء المتأخرين، وكتاب معجم البلدان، وكتاب معجم الأدباء، وكتاب معجم الشعراء، وكتاب المشترك وضعًا والمختلف صعقًا، وكتاب المبدأ والمآل في التّاريخ، وكتاب الدّول، وكتاب المقتضب في النّسب.
وكان أديبًا شاعرًا، مؤرخًا، أخباريا، متفنّنًا.
ذكره القاضي جمال الدّين علي بن يوسف القفطي الوزير في تاريخ النّحاة له، وأنّه كتب إليه رسالة من الموصل شرحًا لما تمّ على خراسان منها: وقد كان المملوك لمّا فارق مولاه أراد استعتاب الدّهر الكافح، واستدرار خلف الزّمان الجامح، اغترارًا بأنّ في الحركة بركة، والاغتراب داعية الاكتساب، فامتطى غارب الأمل إلى الغربة، وركب ركوب التطواف مع كل صحبة، قاطع الأغوار والأنجاد حتى بلغ السد أو كاد، فلم يصحب له دهره الحرون، ولا رقّ له زمانه المفتون.
إنّ الليالي والأيّام لو سئلت عن عتب أنفسها لم تكتم الخبرا وهيهات مع حرفة الأدب، بلوغ وطرٍ، أو إدراك أرب، ومع عبوس الحظ ابتسام الدّهر الفظّ. ولم أزل مع الدّهر في تفنيدٍ وعتاب، حتّى رضيت من الغنيمة بالإياب. وكان المقام بمرو الشّاهجان إلى أن حدث بخراسان ما حدث