ولقد دُفِعتُ إلى الهموم تنوبني منها ثلاثُ شدائد، جُمعنَ لي أسفٌ على ماضي الزمان، وحيرةٌ في الحال منه، وخشيةُ المستقبل ما إن وصلتُ إلى زمان آخرٍ إلا بكيتُ على الزمان الأول وله:
حيث انتهيتَ من الهجران لي فقفْ ومن وراء دمي بيضُ الظبا فخفِ يا عابثًا بِعداتِ الوصل يُخلفُها حتى إذا جاء ميعادُ الفراق يَفي اعدِلْ كفاتن قدٍ منك معتدِلٍ واعطف كمائل غصن منك منعطفِ ويا عذولي ومن يُصغي إلى عذلي إذا رنا أحورُ العينين لا تقفِ تلوّم قلبي أن أصماه وناظره فيمَ اعتراضُك بين السهم والهدفِ سلوا عقائِل هذا الحي أي دمٍ للأعين النجل عند الأعيُن الذُرُفِ يستوصفون لساني عن محبتهم وأنت أصدقُ، يا دمعي، لهم فصفِ ليست دموعي لنار الشوق مطفئة وكيف؟ والماءُ بادٍ واللهيبُ خفي لم أنسَ يوم رحيل الحي موقفَنا والعيسُ تطلعُ أولاها على شُرُفِ وفي المحامل تخفى كل آنسةٍ إن ينكشف سجفُها للشمس تنكسفِ تبين عن معصمٍ بالوهم ملتزم منها، وعن مبسم باللحظ مُرتَشفِ في ذمة الله ذاك الركب إنهم ساروا وفيهم حياةُ المُغرم الدنفِ فإن أعِش بعدهم فردًا فواعجبًا وإن أمتُ هكذا وجدًا فيا أسفي وله من أبيات:
قلبي وشعري أب ًا للورى يصبح كل وحماه مُباح ذا لملوك العصر فيما أرى نهب، وهذا لوجوه الملاح