للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلغك. فقال: أجل، لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحب؛ فتح الله على رسوله، وجرت سهام الله في خيبر، واصطفى رسول الله صفية لنفسه، فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقا. ثم أتى مجالس قريش وحدثهم. فرد الله ما كان بالمسلمين من كآبة وجزع على المشركين (١).

[غزوة وادي القرى]

مالك، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قال: خرجنا مع رسول الله عام خيبر، فلم نغنم ذهبا ولا ورقا، إلا الثياب والمتاع. فوجه رسول الله نحو وادي القرى. وقد أهدي لرسول الله عبد أسود يقال له: مدعم. حتى إذا كانوا بوادي القرى، بينما مدعم يحط رحل رسول الله ، إذ جاء سهم فقتله فقال الناس: هنيئا له الجنة. فقال رسول الله : كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا. فلما سمعوا بذلك، جاء رجل بشراك أو شراكين إلى رسول الله ، فقال : شراك من نار أو قال: شراكان من نار متفق عليه (٢).

وقال الواقدي (٣): حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: خرجنا مع رسول الله من خيبر إلى وادي القرى. وكان رفاعة بن زيد الجذامي قد وهب لرسول الله عبدا يقال له مدعم. فلما نزلنا بوادي القرى، انتهينا إلى يهود وقد ثوى إليها ناس من العرب. فبينما مدعم يحط رحل رسول الله ، وقد استقبلنا يهود بالرمي حيث نزلنا. ولم نكن على تعبئة، وهم يصيحون في آطامهم، فيقبل سهم عائر، فأصاب مدعما فقتله. فقال الناس: هنيئا له الجنة. فقال النبي


(١) دلائل النبوة ٤/ ٢٦٥ - ٢٦٧. وانظر المسند الجامع (١٢٩٥) و (٣٢٥٤).
(٢) البخاري ٥/ ١٧٥ و ٨/ ١٧٩، ومسلم ١/ ٧٥، ودلائل النبوة ٤/ ٢٦٩. وانظر المسند الجامع، حديث (١٤٦٤٩).
(٣) المغازي ٢/ ٧٠٩ - ٧١٠، ودلائل النبوة ٤/ ٢٧٠ - ٢٧١.