للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا. فلما سمع بذلك الناس، جاء رجل إلى رسول الله بشراك أو بشراكين، فقال: شراك، أو شراكان، من نار. فعبأ رسول الله أصحابه للقتال وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، ودفع راية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم، فبرز رجل، فبرز له الزبير فقتله، ثم برز آخر، فبرز إليه علي فقتله، ثم برز آخر، فبرز إليه أبو دجانة فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلا ثم أعطوا من الغد بأيديهم. وفتحها الله عنوة.

وأقام رسول الله بوادي القرى أربعة أيام. فلما بلغ ذلك أهل تيماء صالحوا على الجزية. فلما كان عمر، أخرج يهود خيبر وفدك، ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى لأنهما داخلتان في أرض الشام؛ ويرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز، وما وراء ذلك من الشام.

وقال ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله حين قفل من غزوة خيبر، فسار ليله حتى إذا أدركنا الكرى عرس رسول الله ، وقال لبلال: اكلأ لنا الليل فغلبت بلالا عيناه فلم يستيقظ النبي ولا بلال إلا بحر الشمس … الحديث. أخرجه مسلم (١).

وروي أن ذلك كان في طريق الحديبية. رواه شعبة، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، عن ابن مسعود. ويحتمل أن يكون نومهم مرتين.

وقد رواه زافر بن سليمان، عن شبعة، فذكر أن ذلك كان في غزوة تبوك.

وقد روى النوم عن الصلاة: عمران بن حصين، وأبو قتادة الأنصاري.


(١) مسلم ٢/ ١٣٨، ودلائل النبوة ٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣. وانظر المسند الجامع حديث (١٢٩٥٥).