الزّين، وأبو الفضل محمد ابن الدّبّاب. وروى لنا عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان.
وتوفّي في رابع المحرّم.
٢٨٧ - أحمد بن أبي الوليد يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الإمام بقي بن مخلد، قاضي الجماعة العلاّمة أبو القاسم الأموي القرطبي البقوي.
سمع أباه، وجدّه أبا الحسن، ومحمد بن عبد الحقّ الخزرجي، وأبوي القاسم ابن بشكوال والسّهيلي. وأجاز له أبو الحسن شريح بن محمد، وعبد الملك بن مسرّة، وتفرّد بالرواية عن جماعة. وهو آخر من حدّث في الدّنيا عن شريح، وآخر من روى الموطّأ عن ابن عبد الحقّ؛ سمعه منه بسماعه من ابن الطّلاع.
قال ابن مسدي: رأس شيخنا هذا بالمغربين، وولي القضاء بالعدوتين. ولمّا أسنّ، استعفى ورجع إلى بلده، فأقام قاضيًا بها إلى أن غلب عليه الكبر، فلزم منزله، وكان عارفًا بالإجماع والخلاف، مائلًا إلى التّرجيح والإنصاف.
قلت: وحدّث هو، وجميع آبائه.
ذكره الأبّار، فقال: هو من رجالات الأندلس جلالًا، وكمالًا، ولا نعلم بها بيتًا أعرق من بيته في العلم والنّباهة إلاّ بيت بني مغيث بقرطبة، وبيت بني الباجي بإشبيلية، وله التّقدّم على هؤلاء. وولي قضاء الجماعة بمرّاكش مضافًا إلى خطّتي المظالم والكتابة العليا فحمدت سيرته، ولم تزده الرّفعة إلاّ تواضعًا.
ثمّ صرف عن ذلك كلّه، وأقام بمراكش زمانًا إلى أن قلّد قضاء بلده وذهب إليه، ثمّ صرف عنه قبل وفاته بيسير، فازدحم الطّلبة عليه، وكان أهلًا لذلك.
وقال ابن الزّبير أو غيره: كان لأبي القاسم باعٌ مديد في علم النّحو، والأدب. تنافس الناس في الأخذ عنه. وقرأ جميع سيبويه على الإمام أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء، وقرأ عليه المقامات.
قلت: ومن المتأخّرين الّذين رووا عنه بالإجازة محمد بن عيّاش بن