وكان أحفظ من رأيت من طلبة الحديث والشبان، وكان شيخنا الإمام إسماعيل بن محمد يفضله على جميع من لقيناهم من أهل أصبهان وغيرها. قدم أصبهان، وسمع ونزل في داري، وما رأيت شابًا أورع ولا أتقن ولا أحفظ منه.
وكان مع ذلك فقيهًا أديبًا سنّيًا، جزاه الله خيرًا، وكثّر في الإسلام مثله. أفادني في الرحلة الأولى والثانية ببغداد كثيرًا، وسألته عن تأخره في الرحلة الأولى عن المجيء إلى أصبهان، فقال: لم تأذن لي أمي.
قلت: وهو مع جلالته وحفظه يروي الأحاديث الواهية والموضوعة ولا يبينها، وكذا كان عامة الحفاظ الذين بعد القرون الثلاثة، إلاّ من شاء ربك فليسألنّهم الله تعالى عن ذلك. وأي فائدة بمعرفة الرجال ومصنفات التاريخ والجرح والتعديل إلاّ كشف الحديث المكذوب وهتكه؟
قال ابنه أبو محمد: توفي أبي في حادي عشر رجب، وحضر الصلاة عليه السلطان صلاح الدين، وصلّيت عليه في الجامع، والشيخ قطب الدين في الميدان الذي يقابل المصلى. ورأى له جماعة من الصالحين منامات حسنة، ورثي بقصائد، ودفن بمقبرة باب الصغير.
قلت: قبره مشهور يزار، رحمه الله.
١٢ - علي بن المبارك بن أحمد بن محمد بن بكري، أبو الحسن البغدادي.
سمع أبا علي ابن المهدي، وأبا الغنائم ابن المهتدي بالله، وابن الحصين. سمع منه عمر بن علي القرشي، وعمر العليمي الدمشقيان.
توفي في جمادى الأولى.
١٣ - علي بن المظفّر بن علي بن حسين الظهيري، أبو القاسم والد الأعز.