ورث الوزارة كابراً عن كابر موصولة الإسناد بالإسناد يروي عن العباس عباد وزا رته وإسماعيل عن عباد
ولما توفي مؤيد الدولة بويه بجرجان في سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو الحسن، فأقره على الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح ابن ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عن الوزارة، ثم نصر عليه، وعاد إلى الوزارة، ففي كتاب المحسن التنوخي في الفرج بعد الشدة أن إبراهيم بن علي بن سعيد النصيبي حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب الندماء، وهيأ مجلساً عظيماً بآلات الذهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقية يومه، وعامة ليلته، ثم عمل شعراً وغنوا به، يقول فيه:
إذا بلغ المرء آماله فليس إلى بعدها متنزح
وكان هذا بعد تدبيره على الصاحب، حتى أبعده عن مؤيد الدولة، وسيره إلى أصبهان، وانفرد هو بالدست، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقال: غطوا المجلس لأصطبح عليه غداً، وقال لندمائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيد الدولة في السحر، فقبض عليه، وأخذ ما يملكه، ومات في النكبة، ثم عاد الصاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي في الوزارة ثمانية عشر عاماً، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع عشرة منها لأبيه. وكان الصاحب عالماً بفنون كثيرة من العلم، لم يدانه في ذاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الديلمية، وأغزرهم علماً، وأوسعهم أدباً، وأوفرهم محاسن. وقد طول ابن النجار ترجمته وجودها.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي، قال: حدثنا الصاحب إسماعيل بن عباد إملاء، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن داود القزاز، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام