قال أبو الشيخ: هو أحد الورعين. لم يحدث إلا بالقليل. ذكر أنه خرج إلى البصرة، فأقام بها زمانا، وتزوج بها ابنة عبد الله بن بكر السهمي.
كان أبيض الرأس واللحية، وكان ثوبه خشنا، وكمه إلى طرف أصابعه. ثم وصفوا له التنعم، وأنه إن لم يفعل خيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثياب الفاخرة، ويتغلف بالغالية.
قال: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.
٥٠١ - محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي ابن المنصور، أبو العباس الهاشمي.
وهو معروف بكنيته، لأن له عدة إخوة، إنما يعرفون بكناهم. وكان هذا مغفلا، فحدث أبو العيناء قال: حدثني أبو العالية قال: لما مات سعيد بن سلم الباهلي قال لي الرشيد: علم ابني تعزيته. فقلت: يا أبا العباس، إذا صرت إلى القوم فقل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ورحم متوفاكم. فقال: هذا طويل. فقلت: قل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم. فقال: هذا أطول من ذاك. فقلت: قل: أعظم الله أجركم. وأخذت أكررها على سمعه ثلاثا. فلما ركبنا في اليوم الثالث وركب الناس وقربنا من دار الميت، خرج أولاده حفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل أبو عمرو؟ قالوا: مات. قال: جيد، فأيش عملتم؟ قالوا: دفناه. قال: أحسنتم.
ورخ وفاة أبي العباس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمس وأربعين ومائتين.
٥٠٢ - محمد بن هارون، أبو عيسى الوراق. صاحب التصانيف.
ذكره المسعودي، وإنه توفي سنة سبع وأربعين ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في المقالات والإمامة والنظر.
٥٠٣ - محمد بن هشام بن عون، أبو محلم التميمي السعدي اللغوي، أحد أئمة العربية.
سمع سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وخالد بن الحارث، ووكيعا.
ودخل البادية في طلب لسان العرب، وبقي بها مدة، وكتب الكثير من