الحارث. قال: إن تكوني صادقة فإن بك مني أثرا لن يبلى. قال: فكشفت عن عضدها. ثم قالت: نعم يا رسول الله، حملتك وأنت صغير فعضضتني هذه العضة. فبسط لها رداءه ثم قال: سلي تعطي، واشفعي تشفعي. الحكم ضعفه ابن معين.
[عمرة الجعرانة]
قال همام، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة، إلا التي في حجته: عمرة زمن الحديبية - أو من الحديبية - في ذي القعدة، وعمرة - أظنه قال - العام المقبل، وعمرة من الجعرانة؛ حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته. متفق عليه.
وقال موسى بن عقبة، وهو في مغازي عروة: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل بالعمرة من الجعرانة في ذي القعدة، فقدم مكة فقضى عمرته. وكان حين خرج إلى حنين استخلف معاذا على مكة، وأمره أن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين. ثم صدر إلى المدينة وخلف معاذا على أهل مكة.
وقال ابن إسحاق: ثم سار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجعرانة معتمرا. وأمر ببقايا الفيء فحبس بمجنة. فلما فرغ من عمرته انصرف إلى المدينة، واستخلف عتاب بن أسيد على مكة، وخلف معه معاذا يفقه الناس.
قلت: ولم يزل عتاب على مكة إلى أن مات بها يوم وفاة أبي بكر. وهو عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي. فبلغنا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا عتاب، تدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله، ولو أعلم