وقال إبراهيم بن أعين: كنت أصب الماء على سفيان وهو يتوضأ، فجاء عبد الصمد أمير مكة فسلم على سفيان، فقال له: من أنت؟ قال: أنا عبد الصمد، قال: كيف أنت؟ اتق الله، وإذا كبرت فأسمع؛ يعني أنه كان يصلي بالناس وما كان خلفه من يكبر.
زيد بن أبي خداش، أن الثوري لقي شريكا فقال: بعد الفقه والخير تلي القضاء! قال: يا أبا عبد الله، وهل بد للناس من قاض؟ فقال سفيان: وبد للناس من شرطي.
وقال قبيصة: قيل لشريك: إن سفيان قال: أي رجل أفسدوا؟ فقال: لو كان لسفيان بنات أفسدوه أكثر مما أفسدوني.
ولقي سفيان يونس بن مسمار فقال: يا يوسف، أسمنت البرذون وأهزلت الدين، فقال: أنا أنفع للناس منك؛ أتكلم في المحبوس فيطلق، ويجيء الملهوف فأعينه، وأتكلم في الحمالة، وأسعى في الأمور، قال: وكان سفيان إذ لقيه بعد سلم عليه.
وعن سفيان قال: إذا رأيت القارئ؛ يعني المتزهد، يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، فإياك أن تخدع بقول: أرد مظلمة، وأدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة من إبليس اتخذها فجار القراء سلما.
فصل
قال مبارك أخو سفيان: رأيت عاصم بن أبي النجود جاء إلى سفيان يستفتيه، فقال: أتيتنا يا سفيان صغيرا، وأتيناك كبيرا.
وقال ابن شوذب: سمعت أيوب يقول: ما قدم علينا من الكوفة أفضل من سفيان الثوري.
وقال ابن مهدي: أبصر أبو إسحاق السبيعي سفيان مقبلا فقال: (وآتيناه الحكم صبيا).
وقال يونس بن عبيد: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان.
سفيان بن وكيع: حدثنا أبو يحيى الحماني، سمع أبا حنيفة يقول: لو كان سفيان في التابعين لكان فيهم له شأن.