للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موقن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قتل، فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل فقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق.

وبه قال أبو نعيم، وحدثناه سليمان بن أحمد، ومحمد بن معمر في جماعة قالوا: حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: حدثنا يحيى البابلتي، قال: حدثنا صفوان بن عمرو بهذا.

وقد كان عبد الله - رضي الله عنه - من فحول الشعراء المحسنين.

قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال: أملى علي ابن المبارك بطرسوس، وودعته، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائة، هذه الأبيات:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب جيده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يبعث خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب لا يستوي وغبار خيل الله في أنف أمرئ ودخان نار تلهب هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب

فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فلما قرأه ذرفت عيناه، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.

وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك:

إني امرؤ ليس في ديني لغامزه لين ولست على الإسلام طعانا فلا أسب أبا بكر ولا عمرا ولن أسب معاذ الله عثمانا ولا ابن عم رسول الله أشتمه حتى ألبس تحت الترب أكفانا

<<  <  ج: ص:  >  >>