توفي فيها: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، أيوب بن تميم التميمي المقرئ بدمشق، سفيان بن عيينة أبو محمد الهلالي، صفوان بن عيسى الزهري - والأصح بعد ذلك -، عبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد، عمر بن حفص العبدي - في قول -، عمرو بن الهيثم أبو قطن بصري ثقة، عنبسة بن خالد الأيلي، مالك بن سعير بن الخمس الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور - في قول -، محمد بن معن الغفاري المدني تقريبا، مسكين بن بكير الحراني الحذاد، محمد بن هارون الأمين الخليفة قتل، معن بن عيسى القزاز المدني، يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن عباد الضبعي البصري ببغداد.
وفيها الحصار - كما هو - على بغداد، ففارق محمدا خزيمة بن خازم من كبار قواده، وقفز إلى طاهر بن الحسين هو ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان، فوثبا على جسر دجلة في ثامن المحرم فقطعاه، وركزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون، فأصبح طاهر بن الحسين، وألح في القتال على أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه، فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسرا بالسيف، ونادى مناديه: من لزم بيته فهو آمن، ثم أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زبيدة، وقصر الخلد، فثبت على قتال طاهر حاتم بن الصقر والهرش والأفارقة، فنصب المجانيق خلف السور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمه وأهله من القصر إلى مدينة المنصور، وتفرق عامة جنده وغلمانه، وقل عليهم القوت والماء، وفنيت خزائنه على كثرتها.
وذكر عن محمد بن راشد: أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان مع محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج ليلة من القصر من الضيق والضنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيت، فقال: ما ترى طيب هذه الليلة، وحسن القمر، وضوءه في الماء، فهل لك في الشراب؟ قلت: شأنك، فدعا برطل من نبيذ فشربه، ثم سقيت مثله، فابتدأت أغنيه من غير أن يسألني، لعلمي بسوء خلقه، فغنيت، فقال: ما تقول فيمن يضرب عليك؟ فقلت: ما أحوجني إلى ذلك، فدعا بجارية اسمها ضعف، فتطيرت من اسمها. ثم غنت بشعر النابغة الجعدي: