وللشيخ فتاو هكذا مسددة، فرحمه الله ورضي عنه - وكان معظماً في النفوس، حسن البزة، كثير الهيبة، يتأدب معه السلطان فمن دونه.
تفقه عليه خلق كثير، منهم: الإمام شمس الدين عبد الرحمن بن نوح المقدسي، والإمام شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة، والإمام كمال الدين سلار، والإمام كمال الدين إسحاق، والإمام تقي الدين ابن رزين قاضي الديار المصرية، والعلامة شمس الدين ابن خلكان قاضي الشام.
وروى عنه الفخر عمر بن يحيى الكرجي، والمجد يوسف ابن المهتار، وابنه محمد، والتاج عبد الرحمن شيخ الشافعية، والجمال أبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، والزين عبد الله بن مروان مفتي الشافعية، والجمال عبد الكافي الربعي، والشرف أحمد الفزاري، والشرف أحمد ابن عساكر، والكمال عبد الله بن قوام، والشهاب محمد بن مشرف، والشرف عمر بن خواجا إمام، والصدر محمد بن يوسف الأرموي، والشمس محمد بن يوسف الذهبي، والعماد محمد ابن البالسي، والشرف محمد ابن خطيب بيت الآبار، والقاضي أحمد بن علي الجيلي، والشهاب محمد ابن العفيف، وغيرهم.
وانتقل إلى رحمة الله في سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر، وحمل على الرؤوس، وازدحم عليه الخلق. وكانت على جنازته هيبة وخشوع، فصلي عليه بالجامع، وشيعوه إلى عند باب الفرج، فصلي عليه بداخله ثانيا، ورجع الناس لأجل حصار البلد بالخوارزمية، وخرج به دون العشرة مشمرين ودفنوه بمقابر الصوفية، وقبره في طرفها الغربي على الطريق ظاهر. وعاش ستاً وستين سنة.
٢١٨ - عقيل بن نصر الله بن عقيل بن المسيب بن علي بن محمد، شرف الدين أبو طالب ابن أبي الفتيان بن أبي طالب بن أبي الفوارس ابن الرئيس أبي الحسن ابن الصوفي محمد الدمشقي.
من بيت حشمة ورياسة، وكان إمام مسجد الديماس، وله محفوظات، وفيه دين وتزهد.
ولد سنة تسع وستين، وسمع من يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني.