تبرئ فنعما لك، وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما وقال: متطبب والله، ارجعا إلي أعيدا علي قصتكما.
وقال سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان فقال: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن التكلف لتكلفت لكم، ثم جاءنا بخبز وملح، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعتر، فبعث سلمان بمطهرته فرهنها، وجاء بصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمان: لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة.
حبيب بن الشهيد، عن ابن بريدة، قال: سلمان يصنع الطعام للمجذومين، ثم يجلس فيأكل معهم.
وقال أبو عثمان النهدي: كان سلمان لا يفقه كلامه من شدة عجمته، وكان يسمي الخشب خشبان.
وعن ثابت قال: بلغني أن سلمان لم يخلف إلا بضعة وعشرين درهما.
قال أبو عبيدة وابن زنجويه: توفي سلمان بالمدائن سنة ست وثلاثين، زاد ابن زنجويه: قبل الجمل.
وقال الواقدي: توفي في خلافة عثمان. ذكر ما يدل على أنه توفي في خلافة عثمان كما قال الوقدي؛ فروى جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: دخل سعد، وابن مسعود على سلمان عند الموت، فبكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: عهد عهده إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم نحفظه: قال: ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب.