وفيها خرج ملبد بن حرملة الشيباني محكماً بناحية الجزيرة، فانتدب لقتاله ألف فارس من عسكر الناحية فهزمهم ملبد، ثم التقاه عسكر الموصل فهزمهم، ثم سار لحربه يزيد بن حاتم المهلبي، فهزمه ملبد واستفحل شره، ثم جهز المنصور لحربه مهلهل بن صفوان في ألفين نقاوة فهزمهم ملبد واستولى على عسكرهم، ثم وجه إليه جيشا آخر فهزمهم، وعظمت هيبته وبعد صيته، فسار لحربه جيش لجب، وعدة قواد فهزمهم، وتحصن منه حميد بن قحطبة وبعث إليه بمائة ألف درهم ليكف عنه.
وأما الواقدي، فذكر أن خروج ملبد كان في العام الآتي.
ومات أمير مكة العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، وولي بعده زياد بن عبيد الله الحارثي، وولي إمرة مصر الأمير صالح بن علي العباسي.
[سنة ثمان وثلاثين ومائة]
فيها توفي زيد بن واقد القرشي بدمشق، وسهيل بن أبي صالح في قول، وسليمان بن فيروز أبو إسحاق الشيباني في قول، والعلاء بن عبد الرحمن المدني، وعبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي، وعلقمة بن أبي علقمة في قول، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب في قول، وليث بن أبي سليم في قول مطين، والمسور بن رفاعة القرظي المديني.
وفيها أهم المنصور شأن ملبد الشيباني، فندب لقتاله خازم بن خزيمة، فسار في ثمانية آلاف فارس، فالتقوا فقتل الله تعالى ملبداً بعد حروب يطول شرحها.
وفيها غزا الأمير صالح بن علي، فنزل دابق فأقبل طاغية الروم قسطنطين بن أليون في مائة ألف، فالتقاه صالح فانتصر ولله الحمد وسلم وغنم، وكان هذا اللعين قد أخذ ملطية من قريب وهدم سورها كما ذكرنا.