كان ملازمًا للجامع يجلس عند الباجربقي. وقد أجاز لنا مروياته.
توفي في رجب وكان من أبناء السبعين.
٨١٨ - محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء بن علي بن أبي العلاء، الإمام، المحدث، الفرضي، شمس الدين، أبو العلاء البخاري، الكلاباذي، الحنفي، الصوفي.
ولد بمحلة كلاباذ في سنة أربع وأربعين وتفقه ببخارى وسمع بها في سنة سبعين وحولها. ثم قدم العراق سنة بضع وسبعين فسمع بها من محمد ابن أبي الدينة (١) ومحمد بن عمر ابن المريخ وابن بلدجي وابن الدباب وطائفة، وبالموصل من الشيخ موفق الدين الكواشي المفسر وجماعة، وبماردين ودنيسر، وقدم دمشق سنة أربع وثمانين فسمع بها ورحل إلى مصر سنة سبع وثمانين فأكثر بها وبدمشق. وكتب الكثير بخطه المليح الحلو وصنف في الفرائض تصانيف. وكان بارعًا فيها. له أصحاب يشتغلون عليه.
وكان دينًا، نزهًا ورعًا، متحريًا، متقنًا، كثير المعارف، حسن العشرة، كثير الإفادة، محبًا للطلبة، سمع من سبعمائة وخمسين شيخًا وسود معجمًا لنفسه، استفدنا منه وكان لا يمس الأجزاء إلا على وضوء، روى عنه شيخنا الدمياطي في معجمه وفاة ابن أبي الدينة، وسمع منه المزي وأبو حيان وابن سيد الناس والبرزالي وقطب الدين والمقاتلي والمجد الصيرفي وطائفة. وقد سمع أشياء نازلة بمرو وسرخس ودامغان، وحج سنة سبع وتسعين.
حدثنا أبو العلاء الفرضي، قال: أخبرنا أحمد بن معشر ببخارى، قال: حدثنا أبو رشيد الغزال، فذكر حديثًا، ولما انقضت أيام التتار سافر من دمشق خوفًا من الغلاء إلى ماردين، فأقام بها أشهرًا وتوفي في أوائل ربيع الأول عن ست وخمسين سنة.
وكان أشقر، ربع القامة وافر اللحية، كبير الهامة، منعجم اللسان، كثير
(١) جَوّد المصنف ضبطه بخطه، وقيده ابن ناصر الدين في التوضيح ٤/ ٢٤.