أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف، وأبي الحسن نجبة بن يحيى. وأخذ العربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني، وأبي الحسن بن خروف. وتصدر للإقراء والعربية نحواً من خمسين سنة.
ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: كان من أهل الفضل والصلاح، وأم بجامع العدبس. وكان مولده في سنة ست وستين وخمسمائة. وتوفي بإشبيلية في شعبان بعد دخول الروم الملاعين صلحاً البلد بجمعة. فإنه هاله نطق النواقيس وساءه خرس الأذان، فما زال يتأسف ويضطرب ارتماضاً لذلك إلى أن قضى نحبه، رحمه الله. وقيل: مات يوم دخلوها.
قلت: وكان أستاذاً في العربية، يقرئ كتاب سيبويه، وغيره. وكان حجةً في نقله، مسدداً في بحثه، رحمه الله.
٤٤٢ - علي بن محمد بن علي اللري، ثم المكي.
سمع من: يحيى بن ياقوت، وزاهر بن رستم، ويونس الهاشمي، وجماعة. روى عنه: الدمياطي، وأهل مكة. ومات في ذي الحجة.
٤٤٣ - علي بن يحيى ابن المخرمي أبو الحسن البغدادي، الفقيه.
أحد الأذكياء الموصوفين، كان متوقد القريحة. ومات شاباً. ورثاه أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد.
وقد ناب عن أخيه الرئيس أبي سعد المبارك في صدرية ديوان الزمام، فلما عزل أخوه أقبل على علم القرآن والحديث والعبادة، وكان سنياً سلفياً أثرياً.
٤٤٤ - علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد، الوزير الأكرم جمال الدين أبو الحسين الشيباني، القفطي، المعروف أيضاً بالقاضي الأكرم، وزير حلب.
كان إماماً أخبارياً مؤدباً، جم الفوائد وافر الفضائل، صدراً محتشماً، معظماً، كريماً جواداً، كامل السؤدد، حلو الشمائل، له عدة تصانيف منها: كتاب أخبار النحاة وما صنفوه، وكتاب أخبار المصنفين وما صنفوه، وكتاب