وجاءني مراراً بسبب أداء شهادات، وسألته عن مواضع في العربية مشكلة، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام، ثم انتقل إلى الإسكندرية ليقيم بها، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها في السادس والعشرين من شوال.
قلت: قرأ عليه بالروايات شيخنا الموفق محمد بن أبي العلاء، وحدث عنه الحافظان المنذري والدمياطي والجمال الفاضلي وأبو محمد الجزائري، وأبو علي ابن الخلال، وأبو الفضل الإربلي، وأبو الحسن ابن البقال، وطائفة. وبالإجازة قاضي القضاة ابن الخويي والعماد ابن البالسي.
وأخذ عنه العربية شيخنا رضي الدين أبو بكر القسنطيني.
وقد رزقت تصانيفه قبولاً زائداً لحسنها وجزالتها.
٤٣٩ - عثمان بن نصر الله بن عثمان أبو عمرو الشقاني، الصوفي.
ولد بحلب سنة خمس وستين وخمسمائة، ودخل مصر وسمع بها من: عشائر بن علي، وهبة الله البوصيري. روى عنه: الدمياطي، وغيره. وبالإجازة العدلان: ابن البرزالي، وابن البالسي. ومات في المحرم.
٤٤٠ - علي ابن المأمون أبي العلاء إدريس ابن المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي، الخليفة المغربي، الملقب بالمعتضد وبالسعيد، أبو الحسن.
ولي الأمر بعد أخيه عبد الواحد الملقب بالرشيد سنة أربعين، فبقي إلى أن خرج إلى ناحية تلمسان، وحاصر قلعة هناك، فقتل على ظهر فرسه في صفر من هذا العام. وولي الأمر بعده المرتضى أبو حفص، فامتدت أيامه عشرين عاماً.
وكان السعيد أسود اللون، فارساً، شجاعاً. مات في سلخ صفر سنة ست مقتولاً.
٤٤١ - علي بن جابر بن علي الإمام أبو الحسن الإشبيلي الدباج. مقرئ الأندلس.