للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهدي في خمسمائة فارس، فجدوا في السير وقبضوا عليه، فقال: أنا في طاعة المهدي، وظهر منه جزع وذل، وقبل قدم الحاجب، ثم ضربت عنق شنشول، ونودي عليه هذا شنشول المأبون المخذول.

قال الحميدي: قام على المهدي في شوال سنة تسع وتسعين ابن عمه هشام بن سليمان ابن الناصر الأموي مع البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأسر هشام فضرب المهدي عنقه.

وقال غيره: لما استوسق الأمر لابن عبد الجبار المهدي أظهر من الخلاعة أكثر مما فعله شنشول، وأربى عليه في الفساد، وأخذ الحرم، وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله، ففصده حتى مات، وأخرجه إلى الناس وقال: هذا هشام، وصلى عليه ودفنه.

وفي رمضان وصل إلى ابن عبد الجبار رسول صاحب طرابلس المغرب فلفل بن سعيد الزناتي، داخلاً في الطاعة، ويسأل إرسال سكة يضرب بها الذهب على اسمه، كل ذلك ليعينه على باديس ابن المنصور، فخرج باديس وأخذ طرابلس، وكتب إلى عمه حماد في إغراء القبائل على ابن عبد الجبار.

وكان ابن عبد الجبار بخذلانه قد همّ بالغدر بالبربر الذين حوله، وصرح بذلك لجهله، فنم عليه بسببه هشام بن سليمان ابن الناصر لدين الله، وحرضهم على خلعه، فقتلوا وزيريه محمد بن دري وخلف بن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراجين، وعبروا القنطرة، ثم تخاذلوا عن هشام فأخذ، وأخذ ولده وأخوه أبو بكر فقتلهم ابن عبد الجبار صبراً، وقتل خلق من البربر، ثم تحيز البربر إلى قلعة رباح وهرب معهم سليمان بن الحكم بن سليمان ابن الناصر هشام فبايعوه، وسموه المستعين بالله، وجمعوا له مالاً من كل قبيلة، حتى اجتمع له نحو من مائة ألف دينار، فتوجه بالبربر إلى طليطلة، فامتنعوا عليه، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتدّ ابن عبد الجبار للحصار، وجزع حتى جرأ عليه العامة،

<<  <  ج: ص:  >  >>