قال: قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله ذكر آل لوطٍ في القرآن ما ظننت أن أحدا يفعل هذا.
وقال ابن الأنباري: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو عكرمة الضبي، أن الوليد بن عبد الملك قرأ على المنبر:{يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} وتحت المنبر عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك، فقال سليمان: وددتها والله.
وعن أبي الزناد، قال: كان الوليد لحانا كأني أسمعه على منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا أهل المدينة.
قلت: وكان الوليد جبارا ظالما، لكنه أقام الجهاد في أيامه، وفتحت في خلافته فتوحات عظيمة كما ذكرنا.
قال حماد بن زيد: حدثني خالد بن نافع، قال: حدثني أبو عيينة بن المهلب بن أبي صفرة، عن يزيد بن المهلب قال: لما ولاني سليمان بن عبد الملك خراسان ودعني عمر بن عبد العزيز فقال لي: يا يزيد اتق الله، إني حيث وضعت الوليد في لحده إذا هو يرتكض في أكفانه، يعني ضرب الأرض برجله.
وقال سعيد بن عبد العزيز: هلك الوليد بدير مران فحمل على أعناق الرجال فدفن بباب الصغير.
قال أبو عمر الضرير وغيره: توفي في نصف جمادى الآخرة سنة ستٍ وتسعين.
وقال خليفة: عاش إحدى وخمسين سنة.
قلت: كانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر، وبلغنا أن البشير لما جاء الوليد بفتح الأندلس جاءه أيضا بشيرٌ بفتح مدينةٍ من خراسان، قال الخادم: فأعلمته وهو يتوضأ، فدخل المسجد وسجد لله طويلا وحمده وبكى.