بجامع قلعة الجبل خطبة جهادية، فقيل هي التي لقنه إياها شيخنا الشيخ شرف الدين ابن المقدسي.
وفيه ولي خطابة دمشق الشيخ عز الدين أحمد ابن الفاروثي وخرج بعد يوم بالناس إلى الصحراء للاستسقاء إلى ميدان الحصى. وذلك في وسط آذار وبعد يوم أو يومين حصل للغوطة صقعة شديدة أعطبت الصحراء والثمار ولم يعهد مثلها من نيف وعشرين سنة.
وفي يوم الاثنين بعد جمعة خرج الناس أيضًا للاستسقاء إلى قريب مسجد القدم وخطب الفاروثي ومشى إلى ثم نائب السلطنة الشجاعي والجيش والخلائق وابتهلوا إلى الله، ثم رزق الله الغيث وجاءت الرحمة.
وفيه درس الشيخ صدر الدين عبد البر بن رزين بالقيمرية لسفر مدرسها القاضي علاء الدين أحمد ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز.
وفيه - أعني ربيع الآخر - انتهت عمارة دار السلطنة بقلعة دمشق ودخل فيها نحو أربعة آلاف دينار في الزخرفة. وعمل النائب للسلطان دهليزًا عظيمًا إلى الغاية، طول عموده بضعة وثلاثون ذراعًا ست وصلات، لا يمكن الشخص أن يحضنه والفلكة التي في أعلاه كأنها فردة طاحون. وهو من هذه النسبة. وتنوع في عمل خامه وغرم عليها أموالاً ونصب بالميدان ليراه السلطان، فقاسوا المشاق حتى انتصب، فجاء هواء عاصف فرماه، فشرعوا في عمل دهليز أصغر منه.
وفي جمادى الأولى دخل دمشق الملك الأشرف، ثم صلى بجامع دمشق يوم الجمعة بالمقصورة وأسرجت له شموع كثيرة وخلع على الخطيب عز الدين الفاروثي.
وأقام السلطان بدمشق عشرة أيام وسار إلى حلب فدخلها في أواخر الشهر بالجيوش وضيفه صاحب حماة وبالغ في الاحتفال وأدخله الحمام.
وفيه درس الشيخ صفي الدين الهندي بالظاهرية بعد رواح مدرسها ابن بنت الأعز إلى مصر.