للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: كان إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا بل صاحبها المجمل لها. وكان يحث الفقهاء دائماً على معرفة اللغة، ويلقي عليهم ويخجلهم ليتعلموا اللغة، ويقول: من قصر علمه عن اللغة وغولط غلط.

وقال سعد بن علي الزنجاني: كان أبو الحسين بن فارس من أئمة اللغة محتجاً به في جميع الجهات غير منازع، رحل إلى أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان الأوحد في العلوم، ورحل إلى زنجان إلى أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى ميانج إلى أحمد بن طاهر بن النجم، وكان يقول: ما رأيت مثله.

قال سعد: وحمل ابن فارس إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة ابن فخر الدولة، وحصل بها مالاً، وبرع ذلك الأمير في الأدب. قال: وكان ابن فارس من الأجواد، حتى أنه يهب ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث. توفي بالري في صفر، سنة خمس وتسعين. انتهى قول الزنجاني.

وكذا ورخه عبد الرحمن بن منده وغيره.

وقيل: مات سنة تسعين، وهو قول ضعيف.

أخبرنا إسماعيل ابن الفراء، قال: أخبرنا البهاء عبد الرحمن سنة سبع عشرة وستمائة، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق، قال: أخبرنا هادي بن إسماعيل، قال: أخبرنا علي بن القاسم سنة ست وأربعين وأربعمائة، قال: أخبرنا أحمد بن فارس اللغوي، قال: حدثنا علي بن أبي خالد بقزوين، قال: حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغونني عن أمتي السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>