للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهدوا هذا مع خالد قالوا: فلما قتل قامت إليه، فما زالت ترشفه حتى ماتت عليه.

غزوة حنين (١)

قال يونس عن ابن إسحاق (٢): حدثني عاصم بن عمر عن عبد الرحمن ابن جابر بن عبد الله، عن أبيه. وحدثني عمرو بن شعيب والزهري وعبد الله بن أبي بكر عن حديث حنين، حين سار إليهم رسول الله ، وساروا إليه.

فبعضهم يحدث بما لا يحدث به بعض، وقد اجتمع حديثهم أن رسول الله لما فرغ من فتح مكة جمع عوف بن مالك النصري بني نصر وبني جشم وبني سعد بن بكر، وأوزاعا من بني هلال وهم قليل، وناسا من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر. وأوعبت معه ثقيف الأحلاف، وبنو مالك.

ثم سار بهم إلى رسول الله ، وساق معه الأموال والنساء والأبناء. فلما سمع بهم رسول الله بعث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، فقال: اذهب فادخل في القوم حتى تعلم لنا من علمهم. فدخل فيهم، فمكث فيهم يوما أو اثنين.

ثم أتى رسول الله ، فأخبره خبرهم. فقال رسول الله لعمر بن الخطاب: ألا تسمع ما يقول ابن أبي حدرد؟ فقال عمر: كذب. فقال ابن أبي حدرد: والله لئن كذبتني يا عمر لربما كذبت بالحق. فقال عمر: ألا تسمع يا رسول الله ما يقول ابن أبي حدرد؟ فقال: قد كنت يا عمر ضالا فهداك الله!

ثم بعث رسول الله إلى صفوان بن أمية، فسأله أدراعا عنده مائة درع، وما يصلحها من عدتها. فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: بل عارية مضمونة. ثم خرج رسول الله سائرا.


(١) انظر ابن هشام ٢/ ٤٣٧، وطبقات ابن سعد ٢/ ١٤٩، ومغازي الواقدي ٣/ ٨٨٥.
(٢) ودلائل النبوة ٥/ ١٢٠ - ١٢٣.