للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤ - علي بن داود بن عبد الله، أبو الحسن الداراني القطان المقرئ.

قرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وأحمد بن عثمان السباك، وغيرهما. وحدث عن أبي علي الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي، وأبي الميمون بن راشد، وابن حذلم.

قرأ عليه علي بن الحسن الربعي، ورشأ بن نظيف، وأحمد بن محمد بن مردة الأصبهاني. وحدث عنه رشأ، وعبد الرحمن بن محمد البخاري، وقال رشأ: لم ألق مثله صدقا وإتقانا في رواية ابن عامر.

قال عبد المنعم ابن النحوي: خرج القاضي أبو محمد بن أبي الحسن العلوي وجماعة من الشيوخ إلى داريا إلى ابن داود، فأخذوه ليؤم بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وجاؤوا به بعد أن منعهم أهل داريا من ذلك وجرت بينهم منافسة.

قال الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفاني يحكي عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك أن أبا الحسن بن داود كان إمام داريا، فمات إمام الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريا ليأتوا به ليصلي بدمشق، فلبس أهل داريا السلاح وقالوا: لا، لا نمكنكم من أخذ إمامنا. فقال أبو محمد بن أبي نصر: يا أهل داريا، أما ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟ فقالوا: قد رضينا. فقدمت له بغلة القاضي فأبى وركب حماره، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يُقرئ بشرقي الرواق الأوسط ولا يأخذ على الصلاة أجرا، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا، ويقتات من غلة أرض له بداريا، ويحمل ما يكفيه من الحنطة كل جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة كمسكين خارج باب السلامة فيطحنه ثم يعجنه ويخبزه.

وقال الكتاني: توفي ابن داود في جمادى الأولى، وكان ثقة، انتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري.

<<  <  ج: ص:  >  >>