أبو نصر ابن الشيرازي. وقرأ العربية وبرع في الشعر والترسل. وكان يذكر في الأيام الناصرية ويعد من الشعراء. وقد كتب عنه الصاحب كمال الدين ابن العديم برأس عين. وبقي إلى هذا الوقت وتنقل في الخدم. وكان موصوفًا بالدين والأمانة والصيانة والعدالة وله حرمة ومخالطة للعلماء.
قال الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني عنه انتهت إليه مشيخة الشعر وفنونه. وتنقل في الخدم السلطانية.
قلت: وروى عنه الدمياطي في معجمه:
يا راكبًا نحو الغوير مغورًا فذكر أبياتًا.
وروى عنه ابن الخباز وابن الصيرفي والمقاتلي وطائفة ومن شعره:
أغصن النقا أين القدود الموايس وأين الظباء النافرات الأوانس لقد درست أطلالهن وهل ترى يهيج الشجا إلا الطلول الدوارس وعندي دواع جمة لفراقهم على أنني من ذلك الوصل آيس مهاة كناس فارقته فما لها شبيه سوى ما مثلته الكنائس بجفني على آثارهم مطلق دمي ودمعي وقلبي للصبابة حابس أبى بيننا إلا جماحا وقسوة تذوب لمرماها نفوس نفائس توفي الأديب جمال الدين ابن العقيمي - وعقيمة قرية كبيرة مقابلة سنجار - في السابع والعشرين من شوال وقد جاوز ثلاثًا وتسعين سنة.
٦٧٤ - عمر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة، الحاج الصالح، أبو حفص الفامي، المعروف باللاوي، ابن الشيخ زين الدين المقدسي.
ولد في حدود سنة خمس وعشرين وحضر على أبي موسى ابن الحافظ عبد الغني في سنة ثمان وسمع من ابن الزبيدي وابن صباح والناصح ابن الحنبلي وجعفر الهمداني والفخر الإربلي وجماعة.
عذبه التتار أشد عذاب، ثم حمل إلى البلد وهو في حال نحسة، قد وقع أجره على الله. ورزئ في الأهل والمال فتعلل، وتوفي بدرب القلى في جمادى الأولى ودفن بالكشك من أجل التتار.