فلا تنكرن يا صاح قولي غزالةٌ تضيء لغزلانٍ يطفن على الدّما فللظّبي أجيادًا وللشمس أوجهًا وللدّمية البيضاء صدرًا ومعصما كما قد أعرت للغصون ملابسًا وللروض أخلاقًا وللبرق مبسما ومن شعره في الحق تعالى:
ما ثمّ سترٌ ولا حجابٌ بل كلّه ظاهرٌ مبيّن وله:
فما ثمّ إلا الله ليس سواه فكلّ بصيرٍ بالوجود يراه وله:
لقد صار قلبي قابلًا كلّ صورةٍ فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهبان وبيتٌ لأوثان وكعبة طائفٍ وألواح توراةٍ ومصحف قرآن أدين بدين الحبّ أين توجّهت ركائبه فالحبّ ديني وإيماني وله من قصيدة:
عقد الخلائق في الإله عقائدًا وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه هذا الرجل كان قد تصوف، وانعزل، وجاع، وسهر، وفتح عليه بأشياء امتزجت بعالم الخيال، والخطرات، والفكرة، فاستحكم به ذلك حتى شاهد بقوة الخيال أشياء ظنها موجودةً في الخارج. وسمع من طيش دماغه خطابًا اعتقده من الله ولا وجود لذلك أبدًا في الخارج، حتى إنه قال: لم يكن الحق أوقفني على ما سطره لي في توقيع ولايتي أمور العالم، حتى أعلمني بأني خاتم الولاية المحمدية بمدينة فاس سنة خمسٍ وتسعين. فلما كانت ليلة الخميس في سنة ثلاثين وستمائة أوقفني الحق على التوقيع في ورقةٍ بيضاء، فرسمته بنصه: هذا توقيع إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزل له رفده وما خيبنا قصده، فلينهض إلى ما فوض إليه، ولا تشغله الولاية عن المثول بين أيدينا شهرًا بشهرٍ إلى انقضاء العمر.