قال الحاكم: لزم الفتوة إلى آخر عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لما كان يتعاطاه، لا لجرح في سماعه. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعقد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه.
قلت: روى عنه الحاكم.
١٣٧ - محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، أبو حاتم التميمي البستي الحافظ العلامة، صاحب التصانيف.
سمع الحسين بن إدريس الهروي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النسائي، وعمران بن موسى، وأبا يعلي، والحسن بن سفيان، وابن قتيبة العسقلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أركين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خزيمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام، والعراق، ومصر، والجزيرة، وخراسان، والحجاز.
وعنه الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله السجستاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاني، وجماعة.
قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدّين وحفاظ الآثار، عالماً بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألف المسند الصّحيح والتاريخ والضعفاء وفقّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه، ورحل إلى بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نسا، ثم انصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانكاه، وقرئ عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته.