قتله، وكان معه ابن عمه تمرتاش بن إيلغازي، فحمله قتيلًا إلى ظاهر حلب، وتسلمها في ربيع الأول من السنة. واستقر بها، ثم رتب بها نائبًا له ورد إلى ماردين؛ لأنه رأى الشام كثيرة الحروب مع الفرنج، وكان يحب الراحة، فلما رد أخذت حلب منه.
وفيها أخذت الفرنج صور، وكان بها عسكر للعبيديين ونائب إلى سنة ست وخمسمائة، فحاصرتها الفرنج، وخربوا ضياعها، ثم نجدهم صاحب دمشق طغتكين، وأمدهم بما يصلحهم، ولم يقطع منها خطبة المصريين، فبعث إليه صاحب مصر يشكره ويثني عليه، وجهز لها أسطولًا.
واستقام أمرها عشر سنين بالأمير مسعود الطغتكيني، لكنه كثرت الشكاية منه، فجاء أسطول من مصر، ومعهم أمر أن يقبضوا على مسعود، فخرج مسعود للسلام على مقدم الأسطول، وطلع إلى المركب، فقبض عليه المقدم، ونزل إلى البلد، فاستولى عليه، وبعث مسعودًا إلى مصر، فأكرموه وردوه إلى دمشق، فرضي طغتكين بذلك.
وتحركت الفرنج، وقويت أطماعهم. فرأى المصريون أن يردوا أمرها إلى طغتكين، وراسلوه بذلك، فملكها، ورتب بها الجند، فنازلتها الفرنج، وجدوا في الحصار، وقلت بها الأقوات. وسار طغتكين إلى بانياس ليرهب الفرنج، فما فكروا فيه، واستنجد بالمصريين، فما نجدوه.
وتمادت الأيام، وأشرف أهلها على الهلاك، فراسل طغتكين ملك الفرنج، على أن يسلمها إليه، ويمكن أهلها من حمل ما يقدرون عليه من الأمتعة، فأجابه إلى ذلك، ووفى بالعهد. وتفرقت أهلوها في البلاد، ودخلتها الفرنج في الثالث والعشرين من جمادى الأولى، وكانت من أمنع حصون الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ودامت في يد الفرنج إلى سنة تسعين وستمائة.
وفيها عزل عن بغداد البرسقي، وولي سعد الدولة برنقش الزكوي؛ لأن المسترشد نفر عن البرسقي، وطلب من السلطان أن يصرفه، فأجابه.
وسار عماد الدين زنكي من البصرة، وكانت إقطاعه، إلى خدمة السلطان محمود، فأكرمه ورده على إمرة البصرة.
وفي ذي الحجة ملك البرسقي مدينة حلب، وكانت الفرنج لما ملكوا