للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجالة كثيرة من المطوعة، فوصلوا إلى تبريز، فلما رأى تنكري كثرة سوادهم راسل بطلب الصلح، فامتنع رضوان، فعملوا المصاف، فانهزمت الفرنج من غير قتال، ثم قالوا: نعود ونحمل حملةً صادقةً، ففعلوا، فانحطمت المسلمون، وقتل منهم بشر كثير، ولم ينج من الأسر إلا الخيالة، وافتتح الفرنج الحصن، ويقال له حصن أرتاح، وذلك في شعبان.

وفيها قدم المصريون في خمسة آلاف، وكاتبوا طغتكين صاحب دمشق، فأرسل ألفاً وثلاثمائة فارس، عليهم الأمير إصبهبذ صباوا فاجتمعوا، وقصدهم بغدوين صاحب القدس وعكا في ألف وثلاثمائة فارس، وثمانية آلاف راجل، فكان المصاف بين يافا وعسقلان، وثبت الفريقان، حتى قتل من المسلمين ألف ومائتان، ومن الفرنج مثلهم، فقتل نائب عسقلان جمال الملك، ثم قطعوا القتال وتحاجزوا، وقل أن يقع مثل هذا، ثم رد عسكر دمشق، ودخل المصريون إلى عسقلان.

وفيها عزل عن شحنكية بغداد إيلغازي بن أرتق، وجعل السلطان محمد على بغداد قسيم الدولة سنقر البرسقي، وكان ديناً عاقلاً من خواص محمد.

ودخل محمد أصبهان سلطانا متمكناً، مهيباً، كثير الجيوش، بعد أن كان خرج منها خائفاً يترقب، فبسط العدل، وأحسن إلى العامة.

وفيها كان ببغداد جدري مفرط، مات فيه خلق من الصبيان لا يحصون، وتبعه وباء عظيم.

وكان الحصار متواتراً على طرابلس، وكتب أهلها متواصلة إلى طغتكين يستصرخونه لإنجادهم وعونهم، فأهلك الله تعالى صنجيل مقدم الفرنج، وقام غيره كما سبق.

[سنة تسع وتسعين وأربعمائة]

فيها ظهر رجل بنواحي نهاوند فادعى النبوة، وكان يمخرق بالسحر والنجوم، وتبعه الخلق، وحملوا إليه أموالهم، فكان لا يدخر شيئاً، وسمى أصحابه بأسماء الصحابة كأبي بكر، وعمر. وخرج أيضا بنهاوند رجل من ولد ألب أرسلان يطلب الملك، فأخذا وقتلا في وقت واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>