قال أبو بكر بن مجاهد: سمعت المبرد يقول: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف.
وعن إسماعيل القاضي، قال: أتيت يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون وهم يقولون: قال أهل المدينة، فلما رآني مقبلًا قال: قد جاءت المدينة. وقال نفطويه في تاريخه: كان إسماعيل كاتب محمد بن عبد الله بن طاهر فحدثني، قال: قال لي محمد: أخبرني عن هذين الحديثين: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، ومن كنت مولاه فعلي مولاه، كيف إسنادهما؟ فقلت: الأول أصح، والآخر دونه. قال نفطويه: فقلت لإسماعيل القاضي: فيه طرق، رواه البصريون والكوفيون؟ فقال: نعم، وقد خاب وخسر من لم يكن علي مولاه. هذا لفظ إسماعيل.
قال محمد بن إسحاق النديم: دعا الناس إلى مذهب مالك، واحتج له، وهو أول من عين الشهادة ببغداد لقوم بأعيانهم، وحظر على غيرهم. وقال: إن الناس قد فسدوا، ولا سبيل إلى ضبط الشهادة إلا بهذا. فاقتصر على بعض، وزكى بعضهم بعضا.
قلت: وحديثه في الغيلانيات يقع عاليًا.
وقد ولي قضاء بغداد اثنتين وعشرين سنة، وولي قبل ذلك بمدة قضاء الجانب الشرقي سنة ست وأربعين بعد موت سوار العنبري. وكان وافر الحرمة، ظاهر الحشمة، كبير القدر.
توفي فجاءة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
١٤٥ - إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو محمد الثقفي النيسابوري السراج، أخو إبراهيم ومحمد.
سكن ببغداد، وحدث عن يحيى بن يحيى، وابن راهويه. وأحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
وكان مختصًا بالإمام أحمد. روى عنه دعلج، وأبو بكر بن إسحاق الصبغي، وابن قانع، وجماعة.