قال ابن بكير: وحدثني شعيب بن الليث عنه قال: كان يقول لنا بعض أهلي: ولدت في شعبان سنة اثنتين وتسعين، والذي أوقنه سنة أربع.
وقال ابن بكير: سمعت الليث يقول: سمعت من الزهري بمكة سنة ثلاث عشرة، وأنا ابن عشرين سنة.
وقال ابن زعبة، عن الليث قال: أصلنا من أصبهان، فاستوصوا بهم خيرا، قال: حججت أنا وابن لهيعة، فلما صرت بمكة رأيت نافعا فأقعدته في دكان علاف، فمر بي ابن لهيعة فقال: من ذا؟ قلت: مولى لنا، فلما أتيت مصر قلت: حدثني نافع، فوثب إلي ابن لهيعة، وقال: يا سبحان الله! فقلت: ألم تر رجلا معي في دكان العلاف؟ ذاك نافع، قال: فحج ابن لهيعة من قابل، فوجده قد مات.
وقدم الأعرج يريد الإسكندرية، فرآه ابن لهيعة فأخذه، فما زال عنده يحدثه حتى هيأ له سفينة وأحدره إلى الإسكندرية، وقعد يروي عنه، عن أبي هريرة، فقلت: متى رأيت الأعرج؟ فقال: إن أردته فهو بالإسكندرية، فخرج إليه الليث فوجده قد مات، فذكر أنه صلى عليه.
قلت: هذه بهذه جزاء وفاقا.
قال الفسوي: قال ابن بكير: أخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركته.
قال: ودخلت على نافع فسألني، فقلت: أنا مصري، فقال: ممن؟ قلت: من قيس! فقال: ابن كم؟ قلت: ابن عشرين، قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين.
عن ابن وهب قال: كل ما في كتب مالك: أخبرني من أرضى من أهل العلم، فهو الليث.
قال الفلاس: سمعت ابن مهدي يحدث عن ابن المبارك، عن الليث.
قال يحيى بن بكير: لم أر مثل الليث ولا أكمل منه؛ كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الشعر والحديث، حسن المذاكرة.