جوادًا، عفيفًا عن أموال الرعية، كافًا لجنده عن الأذية. وكان مقصدًا للوافدين، موئلاً للقاصدين. حكي لنا أنه جمع لنفسه جزءًا فيه أربعون حديثًا بأسانيد في الترغيب والترهيب. وله مسموعات من مشايخ اليمن بنزول. وقد حج سنة تسع وخمسين.
وضبط القاضي تاج الدين عبد الباقي اليمني عمره أربعًا وسبعين سنة وثمانية أشهر وعشرة أيام. قال: ومدة ملكه ست وأربعون سنة وعشرة أشهر وأحد عشر يومًا. وخلف من الأولاد: الأشرف عمر، والمنصور أيوب، والمؤيد داود، والواثق إبراهيم، والمسعود حسن.
٢٧٠ - يوسف بن أبي محمد بن أبي الفتوح، الشيخ، المقرئ، تقي الدين، أبو الحجاج المقدسي، ثم المصري.
شيخ مسن فاضل. ولد سنة أربع وستمائة. ولو سمع في صغره لكان من كبار المسندين، قرأ القراءات على الرشيد عبد الظاهر بن نشوان. وحدث عن: أبي الحسن ابن الجميزي، سمع منه: شيخنا ابن تيمية، والبرزالي، وجماعة.
وسكن بالعزيزية مدة، ثم سكن جبل الصالحيين. وأم بالرباط الناصري. ثم عزل في الآخر لضرره وصممه وضعفه. وكان كثير التلاوة، عالي الإسناد في القراءات. وما علمت أحدًا قرأ عليه. وهو والد شيخنا محيي الدين محمد.
توفي في سادس ذي الحجة. وبقي ابنه الآخر إلى سنة بضع وثلاثين وسبعمائة بمصر. وتفرد بإجازة ابن رواج، وغيره.
٢٧١ - أبو بكر بن إلياس بن محمد بن سعيد بن محمد بن هارون، الفقيه، المعمر، الصالح، عز الدين الحميدي، الكردي، الرسعني، الحنبلي.
روى عن الفخر ابن تيمية، والمجد القزويني، سمع منه: البرزالي، وابن سيد الناس، وابن حبيب، وجماعة. وكان فقيهًا بالقاهرة بالمدرسة الصالحية،