للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوي العزم، وأنه نزل بالقلعة، ثم وصل إلينا يوم السابع والعشرين من جمادى الأولى، ثم خرج الناس من القلعة ووقعت الطمأنينة والحمد لله وبطل الناس القنوت في ثالث جمادى الآخرة. ومشت الأحوال.

ثم في ثالث عشره دخل الأفرم من المرج بعد أن أقام به أربعة أشهر ودخل معه بكتمر السلحدار وعز الدين الحموي وبهاء الدين يعقوبا، وشرع الجفال يجيئون من الصبيبة والحصون، هذا والتتار نازلون بناحية دربساك وبغراس ينتقلون في المراعي ويعيثون ولا لهم من يمنعهم ولا من يطردهم، وما جاوزوا الفرات إلى ثاني رجب.

وفي حادي عشر رجب دخل الأمراء المجردون بحمص واستيقن الناس خروج التتار من الشام وسلم الله.

وفي شعبان قرئت الشروط على أهل الذمة بحضور الأفرم والقضاة، وحصل اتفاق على عزلهم من الولايات ومنعهم من ركوب الخيل ومن العذبات، ثم ألزموا بلبس الأصفر والأزرق من العمائم، فبادروا إلى ذلك، واستمر هذا من حينئذ.

وفي رمضان دخل سيف الدين أقجبا المنصوري القلعة وجعل شريكًا لأرجواش.

وفي ذي القعدة ولي قضاء الحنفية جلال الدين الرومي موضع ابن الحريري ولاه النائب والوزير الأمير شمس الدين الأعسر، وكان قد قدم ثم توجه إلى البلاد الشمالية يكشفها ورجع بعد شهر.

وقدم رسول الملك قازان فجهز إلى الديار المصرية والله يجمع كلمة الإسلام في خير وعافية.

وهذا آخر ما قضى الله لي تأليفه من كتاب تاريخ الإسلام والحمد لله على الإتمام والصلاة على نبينا محمد وآله والسلام.

فرغت منه في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وسبعمائة، قاله محمد بن أحمد بن عثمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>