للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقتصر الذهبي في ذكر المولد على ذكر السنة التي ولد فيها في الأغلب الأعم، وقلما يُعَيِّنُ اليومَ والشهر الذي وقعت فيه الولادة إلا في حالات قليلة (١) على عكس ابن الدبيثي والمنذري اللذين اهتما بذكر اليوم والشهر والسنة إذا وقع لهما ذلك (٢). وقد يذكر الذهبي المدينة التي ولد بها تصريحًا (٣)، على أنه كثيرًا ما يذكر ذلك ضمنيًا حينما يشير في الترجمة إلى أنه "بغدادي المولد"، أو "أصبهاني المولد" ونحوهما فيدل على مكان ولادته.

[٣ - الدراسة والشيوخ]

وتأتي المعلومات المتصلة بنشأة المترجم ودراساته بعد الولادة في الأغلب الأعم. وأول ما يبدأ الذهبي بذكره عادة هو قراءة القرآن الكريم باعتباره أشرف الكتب وهو الذي يعنى به الطلبة في فترة مبكرة من حياتهم. ويشير في هذا المجال فيما إذا كان المترجم قد قرأ بالقراءات السبع أو العشر أو الشواذ، كما يعنى بإيراد الشيوخ الذين قرأ عليهم هذه القراءات. ثم ينتقل بعد ذلك إلى دراسة الفقه، إذا كان المترجم من المهتمين به، ولكنه لا يعنى بذكر المذهب الذي تفقه عليه، إلا أنه يذكر الشيوخ الذين تفقه عليهم أو المدرسة التي تَفَقَّه فيها وفي ذلك دلالة على المذهب، لأن التفقه على شيخٍ معين يعني التفقه على مذهب ذلك الشيخ، ومثل ذلك التفقه في المدارس التي غالبًا ما أوقفت على مذهب معين. ويذكر بعد هذا سماع المترجم للحديث وغيره وإجازات العلماء له، ثم العلوم الأخرى التي درسها.

وغالبًا ما يقتصر الذهبي في ذكر شيوخ المترجم على ما اشتهروا به من اسم أو لقب، فيقول مثلًا "ابن الحصين" ويريد به أبا القاسم هبة الله بن محمد


(١) انظر مثلًا: الورقة ٤٨، ٦٦، ٧٦، ١٥٧، ١٦٨ (أيا صوفيا ٣٠١١) وفي جميع هذه المواضيع عين الشهر ولم يعين اليوم.
(٢) انظر المنذري: التكملة، مثلًا ٢/ ٢٤٠، ٢٤٣، ٢٤٦، ٢٤٧، ٢٤٨، ٢٤٩ … إلخ.
وابن الدبيثي: ذيل تاريخ مدينة السلام ١/ ٩٥، ٩٧، ١٠٤، ١٠٧، ١١٣، ١١٦، ١٣١، ١٣٦، ١٤٦، ١٥٠، ١٥٤ … إلخ.
(٣) انظر مثلًا: الورقة ٤٢، ٤٤، ٨٤، ١٠٠، ١١٢، ١١٧، ١٥٧، ١٦٩ (أيا صوفيا ٣٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>