السنة، فانهزم أهل المدينة واستحر بهم القتل، وساق أبو حمزة فاستولى على المدينة فأصيب يوم قديد ثلاثمائة نفس من قريش، منهم: حمزة بن مصعب بن الزبير، وابنه عمارة، وابن أخيه مصعب بن عكاشة، وعتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير، وابنه عمرو، وصالح بن عبد الله بن عروة، وابن عمهم الحكم بن يحيى، والمنذر بن عبد الله بن المنذر بن الزبير، وسعيد بن محمد بن خالد بن الزبير، وابن لموسى بن خالد بن الزبير، وابن عمهم مهند، حتى قال خليفة: قتل يومئذ أربعون رجلاً من بني أسد، وقتل أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وقالت نائحة:
ما للزمان وما ليه أفنى قديد رجاليه
قال: فحدثنا ابن علية قال: بعث مروان بن محمد أربعة آلاف فارس عليهم عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، فسار ابن عطية فلقي بلجاً على مقدمة أبي حمزة بوادي القرى، فاقتتلوا فقتل بلج وعامة جنده، ثم سار ابن عطية السعدي طالباً أبا حمزة فلحقه بمكة بالأبطح ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفاً ففرق عليه ابن عطية الخيل من أسفل مكة ومن أعلاها، ومن ناحية منى فاقتتلوا إلى نصف النهار فقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون وقتل أبو حمزة وقتل خلق من جيشه، فبلغ طالب الحق ذلك فأقبل من اليمن في ثلاثين ألفاً فسار لملتقاه ابن عطية السعدي فنزل بتبالة ونزل الآخر صعدة، ثم كانت بينهم وقعة عظيمة فانهزم طالب الحق فسار إلى جرش، ثم تبعه ابن عطية، فالتقوا ثانياً ودام الحرب حتى دخل الليل، ثم أصبحوا فنزل طالب الحق في نحو من ألف حضرمي فقاتل حتى قتل هو ومن معه وبعثوا برأسه إلى مروان إلى الشام، وقدم ابن عطية حتى نزل صنعاء فثار به رجل من حمير، فبعث ابن عطية جيشاً فهزموه ولحق بعدن فجمع نحواً من ألفين فالتقاه ابن عطية واقتتلوا فقتل الحميري وعامة عسكره