زيادة الله، فتشككت كتامة في أمره، وقالوا: ما ترى؟ قال: قبضه، ونسير من يكشف لنا عن أولاد الإمام على الحقيقة. فأجمعوا أمرهم، وخف هارون بن يوسف كبير كتامة فواجه المهدي، وقال: قد شككنا فيك، فأت بآية. فأجابه بأجوبة قبلها عقله، وقال: إنكم تيقنتم، واليقين لا يزول بالشك، وإن الطفل لم يمت وإنه إمامك، وإنما الأئمة ينتقلون، وقد انتقل لإصلاح جهة أخرى. فقال: آمنت، فلبسك الحرير؟ قال: أنا نائب المشرع أحلل لنفسي ما أريد، وكل الأموال لي، وزيادة الله كان غاصبا.
وأما أبو عبد الله وأخوه فأخذا يخببان عليه، فرتب من قتلهما. ثم خرج عليه جماعة من كتامة فظفر بهم وقتلهم، وخالف أهل طرابلس، فوجه ولده القائم فافتتحها عنوة، ثم برقة فافتتحها، ثم صقلية فأخذها، واستقر ملكه. وجهز ولده القائم لأخذ مصر مرتين ويرجع مهزوما، وبنى المهدية ونزلها سنة ثمان وثلاثمائة.
وعاش ثلاثا وستين سنة، وخلف ثلاثة عشر ولدا منهم ستة بنين، آخرهم موتا أبو علي أحمد في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
٨٩ - عثمان بن حديد بن حميد الكلابي، أبو سعيد الأندلسي الإلبيري.
محدث رحال. روى عن العتبي الفقيه، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي نزيل أطرابلس المغرب، ومحمد بن سحنون الإفريقي، وبقي بن مخلد.
وكان فقيها عارفا لرأي مالك. روى عنه خالد بن سعد، وعبد الله بن محمد الباجي، وغيرهما.