المداراة والاحتمال، ولي وكالة بيت المال، ثمّ ناب في القضاء، ثمّ استقلّ به مدّةً. ودرّس مدّة بالإقباليّة والجاروخيّة. ولمّا أخذ هولاوو الشّام هذه السّنة سافر ابن سنيّ الدّولة ومحيي الدّين ابن الزّكيّ إلى حلب، فكان ابن الزّكيّ أفْره منه وأحذق بالدّخول على التّتار، فولّوه قضاء القُضاة، ورجع ابن سَنيّ الدّولة بخُفَّي حُنين، فلمّا وصل إلى حماة مرض وركب في محفّة إلى بعْلبكّ، فبقي ببعْلبكّ يومين، ومات بها في عاشر جمادى الآخرة، وله ثمانٍ وستّون سنة. وغسّله الزّكيّ ابن المعرّيّ بحضور الشّيخ الفقيه.
قال الدّمياطيّ: خرّجت له معْجماً فأجازني بملبوسٍ نفيس ثمّ بملبوسٍ حسن لمّا عدلت. وكان يتعاهدني بالصِّلة ويُحسن إليَّ.
قال الشّيخ قطْبُ الدّين: وكان الملك النّاصر يوسف يحبّه ويُثني عليه.
٤١٥ - إبراهيم بن خليل بن عبد الله، نجيب الدّين الدّمشقيّ، الأدميّ، أبو إسحاق، أخو الشّيخ شمس الدّين يوسف بن خليل.
وُلد يوم عيد الفِطْر سنة خمسٍ وسبعين، وسمع من عبد الرحمن بن عليّ الخِرقيّ، وإسماعيل الجنْزويّ، ويحيى الثّقفيّ، ومنصور الطَّبريّ، ويوسف بن معالي الكتّانيّ، وعبد اللّطيف بن أبي سعد، وعمر بن يوسف الحمويّ، وأبي طالب محمد بن الحسين بن عبدان، وأبي المحاسن محمد بن كامل التّنوخيّ، والخُشُوعيّ، وجماعة، وحدّث بدمشق وحلب. وطال عُمُره، واشتهر اسمُه. وكان له أجزاء ومنها يحدّث، حصّلها له أخوه. وكان سماعه صحيحاً. وكان يعمل المداسات.
حمل عنه خلْقٌ كثير وحُفَّاظ، وحدّث عنه الشّيخ تاج الدّين عبد الرحمن، وأخوه شرفٌ الدّين، وتاج الدّين صالح الجعْبريّ، وبدر الدّين محمد ابن الجوهريّ الحلبيّ، والشّيخ نصر المنْبِجيّ، والعماد ابن البالِسيّ، وصفيّة بنت الحُلوانيّة، ومحمد بن أحمد البجديّ، وأبو الفداء ابن الخبّاز، وزينب خالة ابن