١٢٢ - عبيد بن محمد بن عباس بن محمد بن موهوب، الحافظ المفيد، تقي الدين أبو القاسم الإسعردي.
ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة بإسعرد، ودخل مصر في صباه مع أبيه، وسمع من علي بن مختار والحسن بن دينار ويوسف ابن المخيلي وعبد الوهاب بن رواج وعلي ابن المقير وطائفة بمصر وحمزة بن أوس الغزال وسبط السلفي وجماعة بالثغر منهم هبة الله بن محمد المقدسي، وسمع من جماعة بدمشق وكتب الكثير وبرع في الحديث والرجال والتخريح والعالي والنازل، وخرج لجماعة كثيرة وقرأ الكثير، وكان من العارفين بهذا الشأن، مع الثقة والصدق.
كان شيخنا ابن الظاهري يثني عليه ويرجحه على سائر المصريين في الحديث.
وسمع منه: ابن الظاهري وولداه والحارث وولده والمزي وابن منير الحلبي وابن سيد الناس والبرزالي وابن سامة وخلق سواهم، وتوفي في سادس شعبان وله سبعون سنة.
ورأيت تقي الدين محمد بن عزام الإسكندراني بخطه قد نقل سماع التقي عبيد والدمياطي وعيسى السبتي للأربعين البلدانية من المحدث محمد بن محمد بن محارب القيسي في سنة تسع وثلاثين في ذي الحجة بسماعه من السلفي.
١٢٣ - عثمان، الأخي، الكتبي، المقرئ على الجنائز.
كان شيخًا ضخمًا، سمينًا، جهوري الصوت من سبعية الجنائز بدمشق، منقطع في دكانه بالكتبيين، وكان - عفا الله عنه - تاركًا للصلاة، إلا أنه كثير التلاوة، فأول من يقرأ في السبع الكبير هو وله سبع بين العشاءين تحت قبة النسر، ذكر لي أنه قرأ فيه أكثر من ثلاثمائة ختمة، وكان ليلة الختم يتحيل في شيء من المأكول، ويحمله إلى الفقراء الذين يقرؤون معه.