النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، ومحمد بن عبد الرحيم ابن الفرس، ووالده أبي محمد.
ذكره الأبار، فقال: تفقه بأبي بكر يحيى بن عقال، واستظهر عليه المدونة. وأخذ النحو عن شيخه ابن النعمة. وأجاز له أبو مروان ابن قزمان، وأبو طاهر السلفي، وجماعة. وكان الدراية أغلب عليه من الرواية مع وفور حظه منها وميله فيها إلى الأعلام المشاهير دون اعتبار العلو. ولي خطة الشورى في حياة شيوخه، وزاحم الكبار بالحفظ والتحصيل في صغره. قال: ولم يكن في وقته بشرق الأندلس له نظير تفننًا واستبحارًا، وكان من الراسخين في العلم وصدرًا في المشاورين، بارعًا في علم اللسان والفقه والفتيا والقراءات. وأما عقد الشروط، فإليه انتهت الرياسة فيه، وبه اقتدى من بعده. ولو عني بالتأليف، لأربى على من سلف. وكان كريم الخلق، عظيم القدر، سمحًا جوادًا. خطب بجامع بلنسية، وامتحن بالولاة والقضاة، وكانوا يستعينون عليه، ويجدون السبيل إليه بفضل دعابة كانت فيه مع غلبة السلامة عليه في إعلانه وإسراره وكثرة التلاوة. أقرأ القرآن، وأسمع الحديث، ودرس الفقه، وعلم العربية، ورحل الناس إليه، وسمع منه جلة، وطال عمره حتى أخذ عنه الآباء والأبناء. وتلوت عليه بالسبع، وهو أغزر من لقيت علمًا، وأبعدهم صيتًا. توفي في سادس شوال، ورثي بمراث كثيرة.
قلت: وقد أطنب الأبار في وصفه بأضعاف ما هنا. وممن قرأ عليه القراءات علم الدين القاسم شيخ شيوخنا، وأبو جعفر أحمد بن علي ابن الفحام المالقي.
٤١٢ - محمد بن عبد الله بن طاهر، القاضي أبو عبد الله الفاسي.
أخذ عن أبي إسحاق بن قرقول، وغيره. وكان محدثًا حافظًا إمامًا، ولي قضاء مراكش. وكان موته بإشبيلية.