للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨٣ - محمد بن الحسن بن علي، أبو نصر الجلفري القزاز. وجلفر: قرية على فرسخين من مرو.

كان فقيهًا شهمًا، رحل إلى الشام، وسمع من عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، وغيره. وحدث في هذه السنة؛ روى عنه محيي السنة البغوي، ومحمد بن أحمد بن أبي العباس، وكان من الدهاة بمرو (١).

٨٤ - محمد بن علي بن علي بن الحسن، أبو الغنائم ابن الدجاجي البغدادي.

ولي مرة حسبة بغداد، فلم يحمد وعزل.

قال الخطيب (٢): حدث عن علي بن عمر الحربي، وابن معروف، وابن سويد، وكان سماعه صحيحًا.

قلت: وأجاز له المعافى الجريري.

روى عنه أبو عبد الله الحميدي، وشجاع الذهلي، وناصر بن علي الباقلاني، وطلحة بن أحمد العاقولي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو منصور بن زريق الشيباني، وآخرون. ومات في سلخ شعبان وله ثلاث وثمانون سنة. فإنه ولد سنة ثمانين.

قال السمعاني (٣): قرأت بخط هبة الله بن المبارك السقطي (٤): ابن الدجاجي كان ذا وجاهة وتقدم، وحال واسعة. وعهدي به وقد أخنى عليه الزمان بصروفه، وقد قصدته في جماعة مثرين لنسمع منه وهو مريض، فدخلنا عليه وهو على بارية، وعليه جبة قد أكلت النار أكثرها، وليس عنده ما يساوي درهمًا، فحمل على نفسه، حتى قرأنا عليه بحسب شره أهل الحديث، وقمنا وهو متحمل للمشقة في إكرامنا، فلما خرجنا قلت: هل مع سادتنا ما نصرفه إلى الشيخ؟ فمالوا إلى ذلك، فاجتمع له نحو خمسة مثاقيل، فدعوت ابنته وأعطيتها، ووقفت لأرى تسليمها إليه، فلما دخلت وأعطته لطم حر وجهه ونادى: وافضيحتاه، آخذ على حديث رسول الله عوضًا، لا والله. ونهض


(١) من "الجلفري" في أنساب السمعاني.
(٢) تاريخه ٤/ ١٨٢.
(٣) في ذيل تاريخ مدينة السلام.
(٤) لعله نقله من تاريخه الذي ذَيَّل به على تاريخ الخطيب.